كنت أتمنى ان تكون الأحداث التاليه من تأليفى أو من محض خيال مغرض يحاول النيل من سمعة مهرجان عريق و لكن و بدون أى مبالغات الكلام ده بجد" أخبرنى أحد الأصدقاء ان له فيلماً سيعرض فى مسابقة الأفلام الديجيتال بمهرجان الأسكندريه الدولى فى الثامن من أغسطس بالمركز الثقافى الفرنسى ,, أخبرنى بعدد الأفلام الديجيتال المعروضه و الحضور المتميز للنقاد و لجنة التحكيم لتلك المسابقه إالخ و على الرغم من أعتراضى على الفكره برمتها ( ان يتم تنظيم مهرجان الأسكندريه بلجانه و أفلامه و مطبوعاته و سلطاته فى القاهره بطاقم عمل ينتمى لحقبه زمنيه أخرى حيث أن معظمهم فى العقد الخامس تقريباً , و كصانع افلام سكندرى إذا رغبت فى أن يشارك فيلمى فى مسابقة الأفلام الديجيتال يجب ان اتوجه به للقاهره لعرضه على اللجنه هناك ذلك طبعاً دون أن يقدموا أى أعلان عن طلب أفلام ديجيتال يعنى بأختصار محدش حيعرف غير بالصدفه ... أو بالقصد ) إلا ان حماسى كان بالغاً حين علمت بالجائزه وهى حسب ما أشيع كارنيه نقابة السينمائيين للمخرج الفائز و هى جائزه تقدر بحوالى 150,000 جنيه مصرى على حد زعمهم ,, رحت أخبر اصدقائى من خلال الفيس بوك و رسائل المحمول و الِسياح المُعتاد مؤكدا عليهم الحضور و إبلاغ آخرين للترويج لذلك اليوم المنشود ,
مساءاً على الشبكه العنكبوتيه قررت ان ابحث عن برنامج عروض الأفلام لتسهيل المهمه و الحصول على معلومات من أجل سِياح منهجى , فدخلت على الموقع الرسمى للمهرجان / الصفحه الرئيسيه / (برنامج العروض) فوجدت تلك ال- بتاعه"فى أنفاق المدينة أو ما يسمونه (المترو) أو قطار الأنفاق .. مظاهر كتلك التى رأيناها فى باريس .. من فرق موسيقية منفوشة الشعر مرفقة السراويل ..وباعة متجولين من أفريقيا والهند..والصين..بينما هنا فى أنفاق مدريد يكثر القادمون من أمريكا اللاتينية كونهم يتكلمون الأسبانية..ويكثر أيضا الشحاذون المتفننون بتجميع القروش.. وغالبا ما تسمع هذه العبارات بطريقة خطابية مليئة بالحماس لاثارة المشاعر و كأننا فى حضرة الزعيم أدولف هتلر.."سيداتى سادتى .. اسمحوا لى أن أزعجكم بمشاكلى الخاصة ولكنى متيقن من كرم أخلاقكم وحبكم للتعاون .. لقد توفى والدى ..ووالدتى"أصبت بذهول عجيب خاصة حين وجدت تلك المقطوعه العبثيه مكرره فى كل أرجاء الموقع الرسمى " لمهرجاننا" "الدولى" "السكندرى" (حتفتح صفحة المكرمين – برنامج العروض – الرعاه – لجنة التحكيم ) حتلاقى الراجل اللى ابوه و امه ماتوا فى المترو فى باريس ,,, الله يرحمهم و يرحمنا
الموقع الرسمى للمهرجان http://alexfilmfestival.com/ar/ceremony.php
" هكذا يقول الموقع الرسمى لمهرجان الأسكندريه السينمائى الدولى لزواره"
http://alexfilmfestival.com/ar/FilmsDetails.php?id=42
" سيداتى سادتى .. اسمحوا لى أن أزعجكم بمشاكلى الخاصة ولكنى متيقن من كرم أخلاقكم وحبكم للتعاون .. لقد توفى والدى ..ووالدتى
الثامن من أغسطس,,,,,
بعد أكلة سمك معتبره توجهت للمركز الثقافى الفرنسى لمشاهدة الأفلام و الإحتفاء بأصدقائى , فوجأت بأن العرض تم نقله من المركز الثقافى الفرنسى بسبب عطل مفاجىء بأجهزة التكييف
( محدش من صحابى بلغنى ليه ؟ و لا هوا التكييف عطل و هما قاعدين فأخدوا الأفلام يعرضوها فى مكان مكيف ) كان كثيرون من حولى قد جاءوا لمشاهدة الأفلام و هالهم ما وجدوه , منهم من أحبط و أنصرف و منهم من توقف غير فاهماً كنت أشعر بحرج شديد لوجود أجانب و كأننى المسؤل عما حدث ,
سألت الأمن هوا العرض أتنقل فين , فرد أحدهم قائلاً بثقه غير مبرره : فى الأبداع
توجهت من المركز الفرنسى بشارع النبى دانيال إلى مركز الأسكندريه للأبداع و فوجأت هناك بعرض آخر من عروض المهرجان و لا أحد يعلم اين ستعرض الأفلام الديجيتال يعنى فيه حدثين منفصلين بيحصلوا فى نفس الوقت ( مولد بما تشمله الكلمه من غوغائيه و أفتقار للتنظيم ) ..
واقفاً فى الشارع أمام مدخل مركز الأبداع حانقاً على وضعى الأهبل ( أنا إيه اللى نزلنى من بيتنا أصلاً) منتظرا لا شىءعاجزاً عن إتخاذ قرار, سمعت موبايلى يرن ,, كان أحدهم يبلغنى بالمكان الذى آل إليه العرض ,,,
قاعة الزهراء للحفلات و الأفراح بجرين بلازا تلك القاعه التابعه لفندق هيلتون ,,تاكسى,, جرين بلازا.. وصلت. ,,,لن أطيل عليكم بتفاصيل التضليل التى لاقيتها بداخل جرين بلازا و عدم وجود معلومات أو أعلانات عن العروض من العاملين بالمول أو الأمن أو السينما هناك المهم تم التغيير للمره البٍبٍين من قاعة الأفراح لقاعه أخرى صغيره بداخل الفندق لعمل عروض الأفلام بها , تقريباً القاعه اللى بتلبس فيها العروسه ,, قالوا يلبسوا فيها جمهور المهرجان جرعة الأفلام الديجيتال.
وصف قاعة العرض/
مساحتها تقريبا 4 امتار عرض فى 6 امتار طول , تقع شاشة العرض فى مواجهة المدخل و خلفها شباكين مضيئين يظهرون على الأجناب – تحتوى على حوالى 70 مقعد غير مرتبين – تتسم القاعه بالزحام و التكدس الشديد و الضوضاء,,
كنت أشاهد كل تلك التفاصيل من على الباب الخارجى غير قادراً على دخول القاعه التى قطعت مسافه و زمن للوصول إليها ,, و كيوم تنسيق الثانويه العامه أو كشباك تذاكر لفيلم كوميدى فى العيد الصغير , الموضوع محتاج قرار ,, نفس عميق و قفزة ثقه ,,
بالكاد حصلت على مقعد ,, بالكاد أستطعت متابعة الصوره ,, و ذلك لأن التكييف معطل ( لا تعليق )
كان الجمهور يشاهد فيلم "لمبه نيون" و للمره الأولى يبدو لى فيلماً واقعياً فى ظل ما أشهده .
"السيده المزعجه ذات الهاى لايت" /
على الرغم من ظلام القاعه و أزدحامها إلا أنها كانت واضحه
ليس لأى شىء سوى أنها أرادت ذلك ,, كانت تؤكد على وجودها أكثر مما يلزم أثناء عرض الفيلم ,, بحركات و أصوات مبهمه , فقط , لتدلل أنها من المسؤلين أو المنظمين ذوى الصلاحيات تماماً كأداءات أم العروسه فى الفرح تستطيع أن تدركها,, الزى و الشكل و التصرفات أليق بمضيفة سوبر جيت أربعينيه مكتنزه, كان فيلم لمبه نيون قد أنتهى و بدأ فيلم " الحُكم " حين أنتفضت السيده المزعجه ذات الهاى لايت واقفه و خرجت من القاعه مسرعه بدوى مزعج تتمتم بشىء ما عن الحر الشديد ,, بدأت أتابع أحداث الفيلم شاعراً بالرضا لأننى سأرتاح منها لفتره , أطالع فيلم الحُكم مرة أخرى , أحمد فؤاد سليم واقفاً فى محل العطاره يوبخ إبنه و يهينه بشده على شيئاً ما قد فاتنى بالتأكيد ,, حين فتح باب القاعه مرة أخرى بدوى أستفزنى هذه المره ,, نظرت خلفى لأجد تلك السيده المزعجه ذات الهاى لايت على المدخل يقف بجوارها أحد الشباب يحمل صحيفه عملاقه تراصت عليها معلبات الكولا و الصودا , الضوء يأتى من خلفهم ليذكرنى بالمَشاهِد الأثيره للمخلوقات الفضائيه فى أفلام سبيلبرج
بدأ الموقف يتضح ( إدارة المهرجان حبت تعمل دور واجب مع جمهور المهرجان و تروى عطشه ) دخلا إلى القاعه و بدءا فى توزيع الكانزات على الجمهور أثناء عرض الفيلم ,, ( أم العروسه تتحرك جيئة و ذهاباً و تنهر الشاب الذى يوزع المرطبات) : كان لازم تبدأ بأول صف عشان الناس المهمين.
كنت أستشعر زهوة الرضا تعلو وجهها ,, و ده اللى مكنتش فاهمه , اللطيف أن كثيراً من الحضور كان يود مبادلة الكولا بالسبرايت أو العكس حتى أن أحدهم كان من الجرأه التى جعلته يسأل : معندكوش شوبس سفندى ,
( من حسن حظ المخرج أيمن الأمير انه يؤدى واجبه الوطنى فى الجيش حالياً و إلا كان فجر نفسه فى القاعه )
كنت أتمنى أن أرى شيئاً من المطبوعات ( الكتيبات , البوسترات , أى حاجه عن المكرمين , برامج العروض , مواعيد الأفلام ) بس غالباً الحاجات دى "للناس المهمين" مش للجمهور ,
تم عرض 3 أفلام فقط فى هذا اليوم و أنتهت العروض بشكل غامض على أن يتم إستكمالها فى اليوم التالى فى حوار عجيب جداً :
رجلان مسنان أحدهما يجلس مع الجمهور و يرتدى بدله ( من المنظمين) و الآخر يجلس خلف جهاز البروجكتور
الرجل ذو البدله : معلش يا جماعه أحنا حنكتفى بكده النهارده و نكمل بكره الساعه 11
الرجل بتاع البوجكتور: متخليها 12
الرجل ذو البدله : أنت وراك حاجه
الرجل بتاع البوجكتور: لا بس عشان اصحى براحتى ,, طب متسأل لو فيه حد من المخرجين بتوع الأفلام دى قاعد نعمل ندوه
( كان هناك أثنان من مخرجى الأفلام المعروضه بالفعل من الحضور )
الرجل ذو البدله : حد من المخرجين هنا ,, طيب الناس اللى نازلين معانا فى فندق الحرم حنمدلهم يوم على حساب المهرجان , نشوفكم بكره الساعه 11 أو 12
أحمد السمره
فنان تشكيلى و مخرج مستقل
الأسكندريه فى الثامن من أغسطس
4 comments:
ايه ده انت بعت القضية يا عم احمد
مش المفروض ان فيه مقاطعة لكاشا
بوست فشيخ
ن ن
:)))
ليس دفاعاً عن كاشا
ما دايم إلا وجه الكريم و كلمة الحق
-
"كاشا بيعمل حاجه بجد
كاشا بيداعب الفنان جوا كل واحد فينا كاشا بيساعد الحركه الفنيه من غير ما يقصد
كاشا بيفكرنى بعمتى الله يرحمها
حبوا كاشا تاكلوا بغاشه
كاشا حيفضل غالى عليا ..قول يا يحى
معلش يا معلم " ن ن " و بعتزر لكل جمهورى اللى خزلته بالتعاون مع كاشا
"" بحبكم و الله ""
أحمد السمره
يااستاذكاشا
الناس هناعايزين نميمه وشستيمة وحركات ولا يهمه ال انت بتقوله
السينماهنازى البطاطا
وشكرا
next
Post a Comment