المعروف ان بلال حسنى بدء مؤلفا فقد قدم مع المخرج محمد رشاد فيلميه مكسيم ومن بعيد كان اذا فيلمه الاول كمخرج ومؤلف مسار انتظاركبير، ان يأتى مبدأيا متماسكا دراميا ، حيث ان رهبه التجربه السيناريوهاتيه قد زالت منه ، الاان فيلمه قد اؤخذ عليه دراميا مواقف كثيره ، وقد يرجع ذلك الى رغبه بلال حسنى ان يظهر بفيلم يؤكد به موهبته الاخراجيه ، هذا داعى نفسي يمر به الكثيرون ، اظن انه اختار ووقع فى مشاكله السيناريوهاتيه لهذه الرغبه، التى اراد بها ان يزيل من ذهن جمهوره السكندري فكرتهم عنه ككاتب ، فقد يرجع البعض فى نظره ان قوة الفيلم كانت من جهة الكتابه
برغم البدايه الرائعه التى اقدم عليها حين عكس كادرا اوديبا لعينا البطل ،وصور لنا تاريخا مفصلا لدرفة دولاب ، تاريخا دقيقا لشخص يمرر الاحداث امام الدرفه للدرجه التى يعود بالدرفه الى كونها خشب، كونها كانت من شجره امام بلكونه لفتاه وتتسائل ترى فيما كانت تفكر وقتها.
بعد مرور المقدمه ، وظهور كادر لا ينسي للام وهى تصعد سلالم السطوح كأنها تفتح عالم سحريا للفيلم ومسيقا منفردة للكلارينت ، بدا الايقاع بعد بداية الفيلم بدا هادئا تماما ،وافلت من بلال ان يرجع ذلك الايقاع المتراخى الى بعدا تأمليا، كما ان ادارته للممثليين كانت ضعيفه، فبدا ان للدولاب حضور اقوى بكثير من ادارة بلال حسنى للممثل نصف المشهور احمد حداد ، ولن نغفل هنا ان بلال حسنى لهث خلف نجومية الممثل لتلميع فيلمه ، الامر الذى اصبح فيما بعد آفة المخرجين ، وكان اجدى به ان تكون التجربه سكندريه من النخاع ،طيب،
برغم ان مشهد الحمام كان اثيرا ، الا اننى لم اجد دافعا لبلال ان يختار حماما بهذا الضيق ليصور مشهد حسيا كهذا ،حيث كان صعبا نا يتحرك فيه بزواياه، ومنه يخرج بلال الى ذكريات الام التى تغلق عيناها لكى يغسل وجهها بالصابون فتفتح لنا عالما عن تاريخها البسيط بالمطبخ ، وعبر المطبخ والتشكيل الذى لاينسي الذى اداره بلال ، فانت تجد لاول مرة ديكورا منسق واضاءه حميميه من نافذه المنور ، وعبره يبدا مشهد طويل عن عمل صينيه السمك ، والذى راهن بلال ان ممثلته ايمان امام سوف تضع بكفيها وبكفيها فقط اداءا حسيا وقاسيا حين تضغط قلب السمكه فتنتفض اوصالها فى حاضرها وهى تستحم ، كانت نوايا جميله لكنها لم تخرج طاقه حقيقيه من الكادر ، وبرغم ذلك فقد انقذ بلال الموسيقى التى عبرت وثقلت من اداء الممثله ، كان خروجا جميلا حين صور لنا المطبخ من خارجه بينما تنهمك الام فى بكاء مستمر ، وبرغم ميلودرامية المشهد الا انك تجد جمله القليله والتى تضع بعدا تاريخيا لسيده عاشت وماتت ولم يدركها احد سوى بناءا جديا ينشئه ابنها الوحيد.
لكن رغم ذلك فلا تستطيع ان تنسي السحر المنبعث من زواياه فلكل كادر جدي كأنه يكتشف المكان من زاويه اخري ، كما حديثا دار بينه وبين الجمهور فى عرض الجيزيوت ، وقال انه كان يخطط لتصميم زاويا تبدو خجله من خلف الام او من جانبها لتضيف للفيلم احتواءا لنظرة الابن لها
فجاه كأن بلال انفصل عن الفيلم وظهر بلال حسنى جدبد يتعرف على طبيبعة الفيلم ، فتجده يطيل من مشاهده فى السطوح دون داعى كأنها تمليء طاقة الحوار الداخلى الذى كان بارعا فيه ، كما لو انه لم يكن لديه متريال بحجم ما سوف يقوله ، ، ثم ياتى صوت بلال حسنى شخصيا والذى اتى بنتائج كثيره مضاده وعجيبه ، فمرة يتورط المشاهد فى حميمية الفيلم ،فصانعه هو من يقوم بالتعليق عليه ، فتشعرعبر سينما ذاتيه انك فى قلب حدثا صادقا ومورطا ، ومرة يقولون ان اداءه كان ركيكا ومخارج الفاظه لم تكن بهذه الحميمه والصدق فى الاداء ،فافقد فيلمه مذاقا بوهارتيا ، ومرة اخرى وانا اشاهد فيلمه فى عرض بالقاهره لا يلتفت احد لصوت بلال لا من قريب او بعيد ، حيث الجمهور هناك لا يعرف من يعلق مثلما يحدث ذلك مع جمهورك القريب والعارف بك شخصيا وبمخارجك اللفظية ، عموما كان حرجا جدا ان يفعل ذلك بنفسه وكان اهون عليه ان يسعى واظنه لم يفعل ان يسعى لتلقى تدريبا على الالقاء او اشرافا على الاقل، لكنه فى الاغلب اكسب فيلمه نكهه ذاتيه صادقه.
ينتهى الفيلم بمشهد صعود للابن وهوصغير الى السطوح ليلاقى والدته ، لخص فيه معاناة طويله للبحث عن صورة والدته الاولى قبل هرمها ،
قدم الفيلم مارك لطفى كمدير للتصوير ومونتيرا والذى كان بين بين ، فمرة تجده يدير عناصره كمدير للتصوير بشكل رائع فى مشاهد المطبخ ومرة لا تشعر بوجوده فى الحمام الضيق الذى وضح للعيان مصدر الاضاءه الذى كان يضعه خلف الشباك الصغير بالحمام ،ومرة تشعر بتصميم اضائي مفتعل فى مشهد نوم البطل مع حبيبته ، بشكل يبدو كما لو انه موزع ومنكسر بفعل فاعل ، انها ميديا خشنه يا مارك التى تلعب بها ،لا يجب اعطاءها صبغه 35 ملميتريه
وكذلك الحال كومنتير فتجده كما لو انه يدير تدريبا للمونتاج ، كل جزء بالفيلم له ايقاعه وبشكل لا يمت بصله للتتابع المستمر ، فبدت مثلا بداية الفيلم ثقيله ومشاهد السطوح طويله كحشو فارغ وبداية الفيلم سريعه مورطه
لكننا نستطيع القول ان بلال حسنى كانت لديه خطه ،وقد زاغت قليلا عن عينه وهو يدير عناصره الفنيه ، لانك وبرغم قوة فكرة العمل تجده لا يهتم بمكياج او الفئه العمريه التى تنتمى لها الموظفه البطله ايمان امام، ويقال ان ميزانيات الافلام القليله تفعل اكثر من ذلك ،
ان الصبغه الاوديبيه التى اشتهر بها بلال حسنى عبر مدونته الشهيره والمنتميه للادب الداعرالكنبة الحمرا جعلت الفيلم قويا فى طاقته لكن لم ينقذ ذلك ادارته لعناصره الفنيه بشكل موظف
وبرغم هذه المشاكل الكثيره الاان الجمهور كعادة بلال احتفل بالفيلم وتورط فيه حيث كان الفيلم بعيدا مثل مكسيم ومن بعيد عن الافكار الرنانه والهوس بالتجريب
فقد كان يسعى الجمهور الى شيئا دافئا وسط كل هذا الزعيق الحنجري الممتد
دمتم
3 comments:
يا سلام ؟
انت ليه بتشوف الجوانب المظلمة اوى كده ، انالسه برده عاجبنى جدا فيلم بيت
امممممم تطليعة لسان
هو مين قالك ان ده فيلم
و لا انت مخرج
Post a Comment